التنازل فن لا يجيده الكثيرين ، فهو الطريق الوحيد أو
الأكيد لكسب عقل زوجك قبل قلبه ، ولتكسب
حنان واهتمام زوجتك
.
والتنازل يعني أن تتعامل مع الطرف الاخر بأسلوب المد والجذر أي ضع خطوطاً
فاصلة لحياتكما معاً منذ بدايتها واخبره بخصوصياتك وبسلبياته التي تكرهها ، وفي وقت
الضيق والشجار تنازل بعض الشيء
.
قد لا تروق لك فكرة التنازل أثناء المشاحنات ،
ولكنه فن كما أخبرتك من قبل ، كما انكي الطرف الأشد خسارة على الأقل من الناحية
الصحية .
لقد كشفت دراسة علمية حديثة بجامعة أوهايو الأمريكية عن أن
الاستمرار في علاقة زوجية مليئة بالمشاحنات يؤثر سلبا على
هرمونات المرأة والرجل الأمر الذي ينعكس مباشرة على صحة وسلامة الطرفين إلا
أنه أشد حدة على المرأة .
وأوضحت
الدراسة أن المرأة أكثر حساسية تجاه الألفاظ والأحداث السلبية في علاقتها الزوجية ،
مما يؤثر على قدرة المرأة على الاحتمال والاستمرار في محاولة نجاح وإنقاذ العلاقة
الزوجية.
تحكمي في
ردود أفعالك
أول خطوة يجب أن تتعلمها في فن
التنازل مع زوجك هي ضرورة تحكمك في ردود أفعالك أثناء الشجار ، وتذكري أن الشجار
الزوجي ليس حلبة مصارعة يحاول كل طرف أن يكون هو الأقوى . إن لم تستطيعي التحكم في
انفعالاتك اعلم أن هذا بداية الفراق .
هذا ما تؤكده دراسة اجتماعية
أعدها المركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية ، من أجل التعرف على أسباب الطلاق .
وأشارت الدراسة إلى أن 65% من حالات الطلاق بسبب الخلافات الزوجية وأسلوب الزوج
والزوجة ورد فعليــهما أمام المشاكل التي تعترضهـما .
تقول
الدكتــورة عزة كريم، أسـتاذ الاجــتماع بالمركز، والمشرف على الدراسة : " الزوجات
اللاتي يختلفن مع أزواجهن على المال ومصاريف الإنفاق بالمنزل، يمثلن 45% ، بينما
ترجع 15% من أسباب الخلاف إلى تدخل الأهل واندماجهم في حياة ومشاكل أبنائهم بعد أن
يتركوا البيت العائلي، ووقوفهم في الغالب إلى صف الابنة أو الابن حــسب
القرابة".
وهذه بعض النصائح من أجل إدارة
الخلافات الزوجية بطريقة لا تؤدي لتدهور العلاقة:
- عدم ترك الموضوع الرئيسي للخلاف والتطرق إلى موضوعات
أخرى. فمثلا حين تتشاجر الزوجة لأن
زوجها لا يساعدها في الأعمال المنزلية فلا ينبغي اتهامه بأنه أيضا لا يساعدها في
شراء احتياجات المنزل الضرورية من السوق حتى لا تتسع هوة الخلاف بينهما.
- الاعتراف باختلاف وجهات النظر: من
الضروري أن تتقبلي الاختلافات في الرأي وأن تعترفي بأن هناك اختلافا في الطباع بين
البشر والاعتراف بأن الآخر يتحدث لغة مختلفة وتجنب توجيه تبادل الاتهامات في كل
خلاف فعلى سبيل المثال قد يكون الزوج ساخرا بطبعه والزوجة تأخذ كل شيء بجدية، هنا
قد ينشب الشجار بسبب اختلاف الطباع.
- شجاعة
الاعتذار: عند إدراكك للخطأ يجب أن تكون
لديك الشجاعة في الاعتراف به والاعتذار قبل أن تأوي إلى الفراش لأن ترك الأمر للغد
قد يزيد الأمر تعقيدا ويصعب الاعتذار في هذه الحالة.
- ابتعدي عن الصراخ ( الصياح): لأن
هذا سيمنع كلا منكما من الاستماع للآخر ويزيد من اشتعال الخلاف ويفقدكما القدرة على
السيطرة على النفس.
فن التنازلات
الحب والمودة والتقارب
والمشاركة هي غذاء الروح والنفس، وفن التنازلات المتبادلة التي تقف أمام مصاعب
الحياة يجب أن يتقنه الزوجان معاً. هذه وصفة سحرية أعدها فاركو برادلي، استشاري
العلاقات الأسرية، من أجل السعادة الزوجية وفن الهروب من المشاحنات الزوجية، حيث
يقول:
فبقاء السعادة «مثلاً» يتحمله الزوجان بالمجاملة حيناً وتقدير عمل الآخر
حيناً، مع مراعاة الفروق الفردية، ونشر أجنحة المحبة والحنان لحماية مناخ السعادة،
فهناك شعرة دقيقة بين الإحساس بالسعادة والوقوع في التعاسة، فإذا كان دور المرأة توفير الراحة لأهل بيتها وعدم إثارة غيرة
زوجها وعدم إزعاجه أثناء نومه، أو تناوله طعامه والوقوف بجانبه في كل شدائد الحياة،
فإن دور الرجل لا يقل أهمية أيضاً، فهو يدعم المنزل مالياً وعاطفياً، ويساعد على
بناء الأمن النفسي لأسرته بالصراحة والاهتمام والثقة بعيداً عن إثارة الشك
والغيرة.
كما أن الزوج يساعد على خلق لغة تفاهم مشتركة، ويعمل على
التأقلم مع المشاكل الطارئة، وهو لا يقوم بإفشاء الأسرار المنزلية، ولا يسمح لأهله
أو أصدقائه بالتدخل في سير حياته الزوجية.
للرجال
فقط
شعور المرأة بالظلم الواقع عليها في
تحمل مسئولية المنزل وتربية الأبناء وحدها ، أضف إلى ذلك ضرورة اعتنائها بك ، هذا
كافٍ لتكون امرأة عصبية نكدية يستحيل العيش معها تحت سقف واحد. لذا لما لا تشتري راحتك واستقرارك الأسري وتقدم القليل من التنازلات
من أجلها .
ثق أنك لو فكرت في تحضير
العشاء الذي أعدته هي أو ساعدتها في إعداده بلمسة من الحب ، لن يقلل هذا التصرف
أبداً من رجولتك أو كرامتك بل سينقلك إلى مرتبة أعلى في
قلبها .
هل تعلم أن خبراء علم الاجتماع يؤكدون أن التعاون بين الزوجين
في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة
الوجدانية.
ويؤكد أيضاً دكتور بوب كيني مستشار المؤسسة الأميركية للعلاقات
الزوجية أن من واجب الزوج مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية ما دامت تساعده في
العمل بالخارج وتشاركه في مصروف المنزل.
في النهاية
تذكر أنك لست مجبر على مساعدتها ، وإنما هي لافتة جميلة منك ، ولن تبذل جهداً إذا استيقظت قبلها بـ 15 دقيقة وأعددت لها
الإفطار وقلت لها بابتسامة ورومانسية : " اليوم أنت ملكة .. الإفطار جاهز " هكذا لن
تبدي امرأتك تذمرها أبداً وستتحملك مهما كنت عصبياً لأنك تترجم لها احترامك لها
عمليا